جابر عصفور - د. محمد حبيب - د. كمال حبيب
جابر عصفور - د. محمد حبيب - د. كمال حبيب


العقل الناسف..  5 خطوات لتفخيخ الإرهابي بالأفكار المتطرفة

محمد العراقي- أمير لاشين

الأربعاء، 03 يناير 2018 - 02:35 ص

تضخيم الذات واحتقار المجتمع وغرس التفكير اللامنطقى ونشر مخاطر وهمية
من ثوابت الفكر الإرهابي اختطاف الدين ونشر مخاطر وهمية كالحرب على الإسلام والمؤامرة الكونية لاجتذاب الشباب
حبيب: السمع والطاعة ابتدعهما البنا وفرخت آلاف الإرهابيين
ماهر: فقه الكراهية من ثوابت الجماعات والسلفية مرحلة لتأهيل الإرهابي
كمال: تطابق الفكر مع اليهود يشير إلى أن الجماعات صناعة صهيونية


أسئلة كثيرة دائما ما تتبادر إلى الأذهان مع كل حادث إرهابي لعل أبرزها وأكثرها تعقيدا هى لماذا يقدم الإرهابى على القتل بدم بارد.. ولماذا يتنازل طواعية عن حياته مقابل تنفيذ مهمة القتل القذرة؟.. ماالذى يدور فى عقل الإرهابى وما دوافعه؟ وكيف يفكر؟ وما الأفكار التي تحكم عقله وتفكيره؟ وكيف تتسلل هذه الأفكار الشاذة إلى رأسه ثم تسيطر عليه عقلا ووجدانا وتسلبه إرادته ليتحول إلى قاتل محترف مدمن للدماء رغم أنه قد يكون على قدر عال من التعليم..!
إجابات تلك الأسئلة اعتبرها الخبراء أولى الخطوات العلمية والعملية فى مكافحة الإرهاب وتسبق فى بعض الأحيان الحل الأمني.

 

«الأخبار» حاولت البحث عن إجابات تلك الأسئلة. الدراسات التى أجريت على العقل الإرهابى وكيف يفكر ليست كثيرة ولم تكن على مستوى التحدى الذى تواجهه مصر فى قضية الإرهاب وكل ماتم إنتاجه فى هذا المنحى لا يعدو كونه اجتهادات وآراء شخصية تفتقد لوعاء بحثى وتحليلى شامل.

 

ومن بين أهم الدراسات التى أجريت على تفكير الإرهابى دراسة أعدها مركز المستقبل للدراسات بأبوظبى واتضح من خلالها أن أبرز الحجج التى تستخدمها تلك الجماعات للعبث بعقول الشباب وتجنيد أفراد جدد، هى وجوبية الجهاد وتكفير الحاكم والمجتمع، وجاهلية المجتمع، والحكم بما أنزل الله، وحتمية المواجهة مع الكفار والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وتطهير النفس ومعاداة الثورات، حيث تتخذ الجماعات الإرهابية تلك المفاهيم لإقناع أعضائها بحمل السلاح وانتهاج العنف سبيلا،ومن أهم ما مارصدته الدراسة هو استيلاء الجماعات الإرهابية على تراثنا العقائدى والفقهى والتاريخى.

 

أبرز الأئمة الذين يرجع إليهم المتطرفون حسب دراسة مركز أبوظبى، هم بالترتيب: ابن تيمية، ابن القيم، ابن حزم، ابن عثيمين، سيد قطب، ابن باز، الألبانى، ابن كثير والتميمى والشعيبى، والطريفى، وابن الجوزى، الغزالى، محمد بن عبدالوهاب، وغيرهم، وأن أبرز الكتب التى يروج لها المتطرفون هى: صحيح الجامع، مجموع الفتاوى، المعارج، حلية الأولياء، وزاد المعاد، وصيد الخاطر ومختصر الإنجاد فى أبواب الجهاد، وإسعاد الأخبار فى إحياء سنة نحر الكفار،وإغاثة اللهفان، وإيضاحات فى التحرير العقدى، والتبيان فى كفر من أعان الأمريكان.


التفكير السلبى
وأشارت دراسة أجراها مركز البديل للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أن وصول الفرد إلى مرحلة الإرهاب يحدث نتيجة محاولة التغيير لعدة سنوات فى طريقة تفكيره، وفى إعداد عقله على التفكير غير المنطقى، وذلك يحدث بتكرار الشئ حتى يصل فى عقله اللاواعى أن هذا الأمر هو الشئ الصحيح، ومعنى ذلك أنه مقتنع أنه عندما يقتل، أنه سيدخل الجنة وأن ذلك دفاعا عن الدين.


ونبهت الدراسة إلى أن مجموعة من المختصين الاجتماعيين والنفسيين رصدوا الخصائص النفسية والاجتماعية المشتركة عند الإرهابى فى أى مجتمع واتضح أن أبرز تلك الخصائص هى اضطراب فى الشخصية وتطرف فى التفكير وسوء فهم الآخرين، وتفسير دوافعهم بنوع من السلبية وتضخم الذات وممارسة جنون التكبر على الآخرين.واضطراب المزاج، والإحساس بالقلق والتوتر الدائم.والخروج عن المعايير الاجتماعية، والاستهتار بالنظام والقيم والعادات والتقاليد السائدة فى المجتمع. وكذلك الخروج عن القوانين وممارسة مظاهر السلوكيات الإرهابية على اختلاف أشكالها من قهر وعنف وعدوانية لفظية. وتبرير الأفعال السلبية على أنها منطقية وعقلانية فضلا عن جمود فكرى وصلابة فى المواقف. والتمسك بالانتماء لجماعة إرهابية، أكثر من التمسك الحقيقى لعقيدة دينية معتدلة


وحسب الدراسة فطبقاً للإحصائيات التى رصدت أعمار الإرهابيين أو الانتحاريين، وُجد أن أغلبهم من الذكور تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 28 عاماً،، فالشاب فى هذه المرحلة العمرية يحتاج إلى دعم نفسى واجتماعى قوى، يدفعه لتجاوزها لتحقيق ذاته، بأن يكون فعالاً فى مجتمعه.ولكن حينما لا تلبى احتياجاته النفسية والاجتماعية، يصبح أكثر عرضة لحزمة من الاضطرابات النفسية، الناتجة عن شعوره باليأس، والإحباط والاغتراب،، فيصاب بحالة من الخوف الدائم يشكل دافعًا للبحث عن الأمان الاجتماعى فى ظل جماعة بعينها تدعمه وتحقق له احتياجاته، وتشعره بالأمان.


وهم المؤامرة
 وبحسب دراسة مركز البديل فلا يوجد ما يثبت قطعياً أن العنف والدين مرتبطان عضوياً، فليس بالضرورة أن يتسم سلوك المتدين بالعنف أو التطرف، لكن المشكلة تكمن فى صراع نفسى أكبر من فكرة التدين بمفهومه الشامل، ويمثل الدين أو الفهم الخاطئ له مكمن الخطر، فشخصية الإرهابى تنتمى لمجموعة من الرغبات المريضة التى يجد لها قبولاً فى منظومته الأعلى وهى الدين، وبالتالى يندفع فى القتل الغريزى دون أن يشعر بأى تأنيب فالإرهابى ينتمى كلياً إلى الجماعة التى يشعر معها بأمان نسبى، التى تمثل بالنسبة له منظومة القيم التى تحدد سلوكه وأفكاره.


أيضاً فهم يحرصون على اختزال المفاهيم كنتيجة طبيعية لجهلهم، فهم يختزلون الإسلام فى الشريعة، ويختزلون الشريعة فى الحدود، لذلك خرجت قوانينهم مشابهة لقوانين اليهود فى عصور ما قبل الإسلام والعصور الوسطى، فاليهود كانت لديهم نفس الحاسّة والغريزة الاختزالية.


نتيجة هذا الاختزال أنهم تجاهلوا العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المسئولة عن أى مشكلة، فيردون أصل هذه المشكلات إلى الدين، فشاع بينهم مصطلحات..»الحرب على الإسلام- والمؤامرة الكونية من الصليبيين والعلمانيين والملاحدة»..وهذا شعور وهمى ناتج عن تفشى ظاهرة الأمية فى العالَم العربى المُصاحب للاختزال.


البقاء فى الماضى
د. جابر عصفور وزير الثقافة الاسبق يؤكد ان العقل الإرهابى عقل لايعيش فى الحاضر ولايراه لكنه يعيش قبل ألف عام ويتخيل أن الحياة التى كانت موجودة فى الفترة الذهبية للإسلام فى بداية الدعوة وقت سيدنا محمد وأبوبكر الصديق يمكن استعادتها فى الوقت الراهن لكن عندما يصطدم بالواقع لا يراجع نفسه لكنه يحاول أن يدمر الواقع لكى يتفق مع الصورة التى رسمها فى مخيلته ويتهم العصر الذى يعيش فيه بأنه عصر الجاهلية ويتحول إلى حالة عداء للمجتمع، فالعقل الإرهابى عقل لاينظر إلى الأمام يعيش فى الماضى فبدأنا مثلا نسمع من سيد قطب عن الجاهلية المعاصرة ويضيف عصفور أن مشكلة هذا العقل أنه غير تاريخى ولايدرك متغيرات الزمن ولايدرك ان هذا الماضى الذى يتخيله لم يكن مثاليا لأن الصحابة كان بينهم معارك وحروب بعد وفاة النبى وأبو بكر ولم يمت أى خليفة بعد أبو بكر ميته طبيعية.


هروب إلى الآخرة
ويشدد د. عصفور على أن الإرهابى لديه عقيدة وينبغى أن نأخد ذلك بأعلى درجات الجدية ومن البلاهة أن نتصور أن الارهابى جاهل او امى فمنهم من وصل إلى اعلى الدرجات العلمية وفى تونس وأهلها على درجة عالية من التعليم ومع ذلك لديهم 3 آلاف ارهابى انضموا لداعش والإرهابى يقبل على الموت بإيمان شديد هو يريد أن يهرب إلى حياة الآخرة بكل مافيها من حور عين ولبن وعسل هو يعتقد أنه يذهب إلى الجنة وأن من قتلهم سيذهبون إلى النار فالشهادة بمنطقهم اسمى الأمانى هو يريد استبدال حياته الصعبة بحياة الحور العين.


ويضيف: بالتأكيد الإرهابى لديه دوافع مختلفه سواء سياسية أو اجتماعية او ثقافية وإذا وجد الشباب مناخا ديمقراطيا وتم اتاحة الثقافة وتحرير العقول وإتاحة الحوار والنقاش حول قضايا المجتمع المختلفة فاننا بذلك نوفر مناخا طاردا لفكر التطرف.


وأشك أننا نقرأ عقول الإرهابيين نحن فى حاجة إلى اجهزة أمنية وقراءة مافى عقول الإرهابيين والتنبؤ بما يجرى وتفهم أفكاره واستجاباته وهو مايجرى فى امريكا وغيرها من الدول اللى تكافح الإرهاب نحن نحتاج إلى مكافحة علمية للإرهاب.


لذا وجب علينا الاهتمام بالتعليم الحديث وأن ننشر ثقافة الإبداع والفنون وأن نؤكد للمسلم ان التفكير فريضة إسلامية ولابد ان يستخدم عقله وتفكيره ليميز الخبيث من الطيب ولا يصبح مطية للجماعات الإرهابية.


اجتزاء النصوص
د. محمد حبيب القيادى السابق فى جماعة الإخوان يؤكد ان الإرهابيين بلا عقل وفاقدون لمنظومة القيم الإنسانية وممتلئين بالحقد والكراهية ويكرهون الأوطان وليسوا أكثر من عرائس تحركهم مصالح مموليهم ومن يصدرون الأوامر لهم، اما عن أسانيدهم الشرعية فلا يوجد سند شرعى واحد يقوم عليه الفكر الإرهابى ولكن تبقى الطريقة المثلى التى يستغلها الإرهاب وهى اجتزاء النص الأصلى للحديث أو النص القرآنى دون إكماله على الوجه الصحيح وهذا حدث فى حالات كثيرة فهناك بعض الأحاديث والنصوص القرآنية الشريفة فى بعض الأحيان ظاهرها يحمل بعض المعانى التى تحتاج إلى التدقيق والمعرفة بأسباب النزول وان يكون المفسر لها عالم بقواعد الفقه القرآنى والإسلامى حتى لا يقع فريسة للإرهابيين الذين يستغلون هذه النصوص فى تأويلاتهم لتبرير خستهم وأعمالهم الدنيئة.


ويضيف:هنا علينا ان نؤكد على براءة هذه النصوص من الادعاءات التى يتم اجتزائها كما ذكرنا برغم أن مضمونها الأصلى بعيد كل البعد عن الفكر الإرهابى والتكفيرى فعلى سبيل المثال الحديث النبوى الشريف الخاص بقتل المرتد وهو «من بدل دينه فاقتلوه» للوهلة الأولى قد تتوهم أن هذا الحديث يحض على قتل كل من يرتد على الإسلام برغم من وجود نصوص قرانيه كثيرة تخالف ذلك وتعطى حرية الاختيار كالآية القرآنية الشريفة «فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُر» ولكن بالتدقيق سنتوصل للمعنى الحقيقى لهذا الحديث أن المقصود بالمرتد هنا هو كل من يترك الدين وبعد ذلك يحمل السلاح ليحارب الإسلام والمسلمين ويتخلى عن سلميته وكذا الأمر فى أحاديث أخرى قد يستخدمها التكفيريون فى التجنيد والإيقاع بضحاياهم وتكون فى ظاهرها أنها للتكفير أما باطنها يحمل معانى آخرى وتحتاج إلى متخصصين لتوضيح هذا اللبس ولك أن تتخيل أن بعضا من أهل العلم والمتخصصين كالإمام احد بن حنبل وقع ضحية التفسير الظاهرى لأحد هذه الأحاديث واختلف معه الإمام الشافعى فى هذا التفسير.


فالتباين فى فهم النصوص أمر طبيعى لاختلاف القدرات العقلية بين شخص وآخر ولكن تبقى طريقه الاختلاف بين الأشخاص وهذا ما حدث بين الإمامين الجليلين احمد بن حنبل والإمام الشافعى واللذان أعطيا درس فى قيمه احترام الآخر من خلال تفسيرهم للحديث الخاص بتكفير تارك الصلاة والذى قد يستغله التكفيريون فى الإيقاع بضحاياهم وتجنيدهم فالحديث يقول «الْعَهْدُ الَّذِى بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَر»فالإمام ابن حنبل فهم النص أن كل تارك الصلاة كافر إلا أن الإمام الشافعى أوضح لنا أن تارك الصلاة هنا يقصد بها الشخص الذى ترك الصلاة إنكارا أنها فرض من فروض الدين أما الشخص الذى انشغل عنها لهوا أو لعبا فلا ينطبق عليه نص هذا الحديث طالما أنه يشهد بالشهادة.


التسرب للعقل
وعن بداية التسرب إلى عقل الإرهابى يقول حبيب ان طرق التجنيد كثيرة لكن بدايتها واحدة وهى أن الشخص الموكل بالتجنيد يصنع من نفسه قدوه حتى يسهل الإيقاع بالفريسة ومن ثم تأتى المرحلة الثانية وهى التى يحدد من خلالها طريقة التجنيد والدخول إلى كل شخص من خلال الشئ الذى يحبه فمن يحب المال يتم إغراؤه بالمال ومن يحلم بالمناصب يمنّى بالمناصب ومن وجد انه ناقم على الوضع العام يتم الدخول إليه من خلال تأويلات دينية تحث على الجهاد ويستمر المُجند بهذه الطريقة إلى أن يصل للمرحلة الأخيرة والتى يكون فيها الشخص الذى تم تجنيده بلا عقل ومؤمن بعقيدة السمع والطاعة والتى تؤدى لمرحله الجهاد والعمليات الإرهابية إلا إذا حدثت المعجزة وأراد الله أن ينقذه وأفاق من هذه الأكاذيب ؛اما بالنسبة للسمات الشخصية فقد ذكر حبيب أن الأشخاص الموكلين بالتجنيد تبحث عن الثغرات فى شخصية كل فرد ومن ترى أنه هناك فرصة سانحة لتجنيده فسرعان ما تبدأ خطتهم فى التجنيد ولكن تبقى السمة المشتركة وهى أن الأشخاص الذين يتم تجنيدهم يشتركون فى أنهم ضعيفو الفهم بعضهم يحلم بالمناصب والبعض الآخر لا يكلف نفسه بالعناء لفهم الوضع الطبيعى وينجرف وراء الشائعات دون التقصى عن حقيقتها ومدى صحتها.


هل يمكن ان يعود الإرهابى عن ضلاله يجيب د. حبيب قائلا:

إذا قام الشخص الذى تم تجنيده بالتقصى عن الحقيقة والبحث عن المفهوم الصحيح للنصوص من الممكن أن يعود لصوابه ولكن يبقى هذا الأمر نادر الحدوث لأن الشخص الذى تم تجنيده فى هذا الوقت يكون ممسوح الإرادة والفكر.


اختطاف الدين
ويؤكد د. حبيب أن حسن البنا مرشد الإخوان ومؤسس الجماعة اشتهر بميوله للعنف واضطرابه الفكرى وعدم الفهم الصحيح لكثير من الأمور وتباين فى آرائه والدليل على ذلك انه فى بداية نشأة الجماعة وخاصة عام 1930 كان يرفض التعددية السياسية وفى عام 1945 وبالأخص فى مؤتمر المناطق تغير رأيه عندما سأله أعضاء الجماعة عن كنية الجماعة أجابه انهاحزب سياسى إلى أن وصلت إجابته فى النهاية إذا سُئل عن الجماعة أنها الإسلام ،ومن هنا بدأت البذرة الأولى للعنف لأنه بذلك أعطى الجماعة صفه القدسية وأنها الدين وما دونها الضلال والكفر وبذلك يكون البنا قد تناسى أن هناك فرقا بين الدين والتدين فالأولى هو ما أنزل على النبى صلى الله عليه وسلم ولا يحتمل النقد لأنه نص من السماء أما الثانية فيقصد بها الوعاء الذى يفهم هذا الدين ويجوز نقده ناهيك عن أنه مع هذا كله الإخوان أول من أنشئوا الجناح العسكرى وحملوا السلاح فبذلك تكون المشاركة فكرية ومادية.


ويشدد حبيب على ضرورة ان يعى الجميع أن الحل يبدأ من القرى والنجوع وسد أى ثغرة أو موقع قد يستغله الإرهابيون فى نشر أفكارهم المتطرفة مستكملين ما بدأه البنا فى نشر فكر الجماعة عندما لم يترك مقهى أو قرية أو قطار إلا وتحدث به عن الجماعة، لذا يجب على الجميع بما فيها الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدنى اقتحام النجوع وإيجاد حلول لمشاكل القرى بالإضافة إلى أن تسرع الأوقاف والأزهر بالتحاور والحديث مع أهالى هذه القرى لإفهامهم صحيح الدين حتى لا يقعوا فريسة لهؤلاء المتطرفين.


الإرهابى والصهيونية
د. كمال حبيب الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية يقول انه لابد أن يفهم الجميع بأن الإرهاب والتفكير الصهيونى هما وجهان لعملة واحدة كلاهما يستغل الدين لخدمة مصالحهم المادية ويقومان بتفسير الكتب المقدسة بطريقه غير صحيحة لغرض كسب المصالح الحياتية وأيضا خدمة الطموح الدنيوى البحت دون النظر إلى ما سيئول إليه العالم جراء تلك التفسيرات المغلوطة وأيضا دون المراعاة لأعداد الضحايا التى ستسقط جراء هذه التأويلات، فالدين هنا وسيلة وليس غرضا أسمى كما يدعون وأضف إلى ذلك أن تلك الجماعات ليست سوى خادم أمين للجهات التى تمولها والتى من الاستحالة أن تحثهم على توجيه السلاح تجاه إسرائيل أو أمريكا.


ويضيف حبيب أن الجماعات الإرهابية ليست أكثر من صناعة دول كبرى غرضها خلخلة الوضع العام فى الدول العربية وتستغل هذه الجماعات للقيام بعملياتهم داخل القطر العربى مستغلين الأوهام التى تزرعها قيادات هذه الجماعات فى عقول مجنديها من الإرهابيين بأن تحرير الأقصى يبدأ من التخلص من الحكومات والجيوش العربية أما عن تراجع الإرهابى عن فكره فإنه من الوارد ذلك لكن تبقى مشكله هو التهديد المسلح الذى يمنع كل من تسول له نفسه بان يفكر فى العدول عن هذه المعتقدات التكفيرية الإرهابية.


فقه الكراهية
الباحث فى الفكر الإسلامى المستشار أحمد عبده ماهر يرى ان الإرهابى يعتنق مايسمى بفقه الكراهية فكل ما يتعلمه أن قتال الأجانب بطولة وأن قتل غير المسلمين حلال ويدرس ذلك فى كتب التراث والفقه والتى تستغلها الجماعات الإرهابية والمتطرفة فى تجنيد الشباب وتخريب عقولهم فالأصل فى الإرهاب هو الفكر والثقافه والتشبع الوجدانى، فالإرهابى صاحب عقيدة وفكر وتؤهله لذلك للأسف جمعيات سلفية موجودة فى مجتمعنا ونشاطها معلن للجميع، وتلك الجماعات تضع فى ذهنه بذرة الإرهاب فيكون مستعد للتحول فى اى وقت فهى تغذية بكل الأفكار المتطرفة وتربيه على تحريم الحياة وتمنيه بالحور العين فى الجنة فيصبح القتل والإرهاب هو وسيلته للجنة والحياة الأفضل فتجده عندما يقتل يكبر ويهلل ويعتبر ذلك انتصارا عظيما للإسلام..ويصل الأمر إلى انه يعتبر كل المجتمع كافرا وبالتالى فقتل أعضائه حلال وجائز بل ومطلوب فالإرهاب فى مصر منشؤه فكرى وفقهى وللأسف ليس لدينا من يتصدى لتصحيح الفقه ومراجعته وتنقيته من الأفكار الشاذة التى تستغلها الجماعات المتشددة وهذا دور الأزهر لكن مشايخ الأزهر «متكاسلون «عن اداء دورهم فى ذلك ولم يصدرعن الأزهر حتى الآن فقه وسطى يصحح المفاهيم الخاطئة ويحمى المجتمع من التطرف والإرهاب.

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة